مقدمة كتاب قولاً ثقيلاً
الحمد لله رب العالمين،
اليوم نحن أمام مفترق طرق لا مناص منه، وأمام بحرٍ لا بد
خائضوه لنصل إلى الشاطئ الآخر، فمن احتمى بالآخرين غرق، ومن بقي على الجانب الآخر
لم يصل، ومن استقلَّ عقله وأخلص قلبه نجا. فوالله لن ينفع اليوم أحد أحداً؛ فقد
حصحص الحق وتتابعت الأدلة وسطعت البراهين، فمن عمي أو تعامى فعليه العمى وهو في
الاخرة أضل سبيلاً، ومن أبصر فإنما يُبصر لنفسه، وإلى الله ترجع الامور، وآخر
دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.
مع نشر الأجزاء الثلاثة من سلسلة كتب (تلك الأسباب) وصلتْني
مجموعة كبيرة من الأسئلة، والتي كنت قد أجبت على الكثير منها في مقالات متفرقة. مع
تكرار الأسئلة رأيت أن أوليَها مزيداً من البحث، ثم أضعها في كتاب مستقل.
ما إن شرعت في الإجابةِ على هذه الأسئلة وبحثِها بشكل أكثر
عمقاً إلا وانفتحت أمامي إشارات خلف آيات الله لا يمكن تجاوزها. كانت أهم هذه
الإشارات تلك التي جاءت في سورة القدر، وكيف أن السورة تشير إلى حالة متكررة من
التنزيل، وأن الإنسان في كل جيل وكل زمن يعاني اختباراً حقيقياً لقبول الحقيقة أو
رفضها، كما عانى ذلك كل جيل على مدار تاريخ البشرية، بما فيه الجيل الذي عاصر نبي
الله محمد صلوات ربي عليه.
كانت هذه المعلومات بمثابة صدمةٍ، إذ يلزم معها فهْم
المسميات المختلفة للفئات التي تعاملت مع الأفكار والمعارف الجديدة، وطريقة
تعاطيها معها. بالفعل تم تحليل وتتبع هذه الفئات في الكتاب، وكانت المفاجأة عند
استنتاج مفهوم أكثر عمقاً للفظ المسلم ومفهوم الإسلام، الذي تكامل تماماً مع مفهوم
الحنيف الذي جاء في أغلب آيات القرآن ملازماً لمفهوم الإسلام، مرتبطاً بشكل كبير
بنبي الله إبراهيم صلوات ربي عليه.
الكتاب كما سلسلة كتب تلك الأسباب ليست وجهات نظر خاصة
بالمؤلف؛ وإنما تطبيق لمنهج محدد يتم استخدامه في تحليل اللفظ القرآني. مرفقٌ في
نهاية المقدمة ملخصُ هذا المنهج في عدة
نقاط محددة. خلاصةُ هذا المنهج أن الألفاظ
في كتاب الله حقيقية تصف خصائص المسمى وصفاته.
من هنا نستطيع القول بشكل مختصر إنّ كل لفظ في كتاب الله
يمثل حالة عامة لها صفات وخصائص محددة؛ فكلُّ مسمىً انطبقت عليه الصفات والخصائص
يصحُّ أن يطلق عليه هذا اللفظ. يصرف اللفظ
إلى أشهر معانيه وأقربها ما لم توجد قرينة تصرفه إلى معنى آخر. تفهم حالة اللفظ من
خلال السياق بناء على صفاته وخصائصه، ولا يجوز وجود تعارض في صفات اللفظ بين موضع
وموضع آخر؛ لأن هذا التضاد أو التعارض لا يجوز في كلمات الله الحقيقية.
هذه النظرية البسيطة والتي تم تفصيل بعضها في الجزء الثاني
من كتاب تلك الأسباب الفصل الأول والثاني هي محور المنهج الذي نستخدمه في فهم
اللفظ القرآني وتحليله.
كل ما أطلبه من القارئ هو أن يدخل للكتاب دون أي تحيز،
ويستمرّ في القراءة حتى نهاية الكتاب، ثم يعاود القراءة مرة أخرى للوقوف على كل
نقطة لم تكن واضحة بالنسبة إليه وقت قراءته المرة الأولى. هذا الكتاب لن تُجديَ
معه القراءة العابرة، ويحتاج بشدةٍ لتطبيق الحيادية وعدم التحيز في مطالعة كل فكرة
فيه. مبدأ عدم التحيز شُرحَ بالكامل داخل صفحات الكتاب، وتحديداً في الفصل الحادي
عشر- مسلماً حنيفاً.
لقد أجاب الكتاب على عدد كبير جداً من الأسئلة، جاءت في
خمسة عشر فصلاً هي كالتالي:
الفصل الأول: القرآن العظيم
يشرح هذا الفصل مفهوم القرآن وميزته الأساسية، ولماذا سُمي
(القرآن) بهذا الاسم تحديداً. في هذا الفصل تم التفريق بين لفظ (القرآن) ولفظ
(الكتاب)، من خلال عمق معرفي جديد. لقد كان هذا الفصل مدخلاً رئيساً لفهم قضية خلق
القرآن، والتي تناولناها من خلال فهم سورة الرحمن. حوى هذا الفصل إجابة على سؤال
هام وهو: هل كان الرسول يعلم تأويل القرآن؟ ولماذا لم ينزل القرآن مؤولاً منذ
اللحظة الأولى؟ ولماذا لم ينزل كتابٌ محفوظ منذ بداية البشرية؟ ولماذا للقرآن
تحديدًا الذي حُفظ بلغته التي نزل بها؟
ناقش هذا الفصل فكرة خلق القرآن من منظور مختلف ولماذا
القول بخلق القرآن أو عدم خلق القرآن هي قضية مستمرة، ونعيشها كل يوم حتى وإنْ زعم
المفكرون أنّ هذه القضية انتهت وأصبحت تاريخاً لا يجب الخوض فيه. إننا نعيش هذه
القضية ولكن بعد تهذيب طريقة عرضها، واختيار الكلمات المناسبة لها. كذلك سوف نجيب
في هذا الفصل عن سؤال هل للرسول أن يخبر عن أمور غيبية مستقبلية؟ وهل
الإخبار عن المستقبل يوافق المنهج القرآني؟
الفصل الثاني: الرحمن
علّم القرآن
يستمر هذا الفصل في تتبع قضية خلق القرآن من خلال آيات سورة
الرحمن، ثم يحاول فهم العلاقة بين (علَّم القرآن) و(خلق الإنسان). الفصل كذلك
يتناول الثنائي المقصود في السورة، ولماذا لا يمكن أن يكون هذا الثنائي الإنس
والجان، ولماذا هذا التكرار العجيب الوارد في السورة فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ وإلى ماذا يشير؟
الفصل الثالث: هاتوا برهانكم
هذا الفصل يثير تساؤلاً هاماً، وهو: هل هناك دليل عقلي على
وجود الله؟ ولماذا الحوار الحالي حوار من طرف واحد؟. لماذا كل فريق يصرُّ على عدم
فهم الفريق الآخر وسماعه؟ ما علاقة القرآن بهذا الحوار؟
بالإضافة لذلك فلدينا مجموعة أسئلة معتبرة تم طرحها، وهي:
هل المسلمون الأوائل لم يكونوا على دراية بهذه اللغة التي
نزل بها القرآن؟ وكيف يؤمنون بما لا يعرفون؟
-لماذا
لم يسأل المعاصرون رسول الله عن الكلمات و التعبيرات الغامضة في القرآن؟
ولماذا لم ينزل القرآن واضحاً لا يحتاج كل هذا الجهد في
التأويل؟
لماذا لم يُنزِّل اللهُ كتاباً واحداً على آدم أو إبراهيم
صلوات ربي عليهما؟ ولماذا تعددت الكتب؟
هل يلزم أن يكون كل واحد منا
باحثاً ومفكراً؛ لكي يستطيع الحصول على دليل من خلال القرآن، يدعم وجود الإله، أو
حتى يصبح إيمانه إيماناً صادقاً؟
مارس الإنسان الطب أو الهندسة
لا بد أن يكون متخصصاً، فما بالكم بالدين؟
الفصل الرابع: هل من
مدكر
سوف نشرح في هذا الفصل مفهوم (الذكر) من منظور مختلف، ونفرق
بين ثلاثة مفاهيم غاية في الدقة، وهي: الذكر، والدكر بحرف الدال، والفكر. هذا
الفصل مليء بالمعلومات والتحليلات عن ألفاظ مختلفة، وحلَّ بعضاً من القضايا
الشائكة.
لقد تعرض هذا الفصل للأسئلة التالية:
ما الفرق بين أن يذكر الإنسان أو يدكر بحرف الدال، كما جاء
في سورة القمر؟
هل المقصود بذكر اسم الله على الذبائح هو قول بسم الله، أم
مفهوم الذكر أشمل وأعم من ذلك بكثير؟
هل السنة النبوية هي الذكر كما يقول بعض المفسرين؟
الفصل الخامس: السبع المثاني
يتناول هذا الفصل مفهوماً شاملًا عن السبع المثاني، من خلال
فهم الفرق بين (المحكم والمتشابه). مفهوم السبع المثاني تكامل بشكل لم يسبق له
مثيل مع مفهوم القرآن ومفهوم الذكر. لقد تطرق هذا الفصل لشرح دلالة اللفظ (سبعة)،
وعلاقة اللفظ بآكلات اللحوم المسماة (السبع)، حتى حصلنا على تصور جيِّد لما يعنيه
لفظ (سبع) في التعبير القرآني (السبع المثاني).
الأسئلة التي تم طرحها في هذا الفصل كانت كالآتي:
ما هو الفرق بين المحكم والمتشابه في القرآن؟ ولماذا فهم
الناس المحكم والمتشابه بشكل مناقض تماماً لمفهومهما القرآني؟
ما تأثير فهم المحكم والمتشابه على فهم السبع المثاني؟
ما دلالة ذكر السبع المثاني وتفصيلها في سورة الحِجر؟ وماذا
يعني الحجر؟ وما هي علاقته الوثيقة بتأويل كتاب الله؟
لماذا مفهوم السبع المثاني حجة على الناس في كل وقت؟
لماذا يؤهل مفهوم السبع المثاني الإنسان لاختبارٍ كاختبار
قبول الرسالة في العصر الأول؟
الفصل السادس: النبي
في هذا الفصل تم تحليل لفظ (النبي)، وتم تتبع الآيات التي
تتحدث عن النبي؛ للتفريق بين لفظي (النبي والرسول)، وما يقوله النبي وما يفعله،
بعيداً عن الإفراط أو التفريط. من خلال هذا الفصل سنكتشف كيف تكامل دور النبي مع
القرآن، وكيف كان هذا الدور حلقة من حلقات تطور البشرية، وليس مهيمناً عليها دون
أي مزايدة. أما الأسئلة التي طُرحت في هذا الفصل فجاءت كالآتي:
كيف يمكن أن نفهم اليوم لفظاً بخلاف ما فهمه النبي؟ وهل هذا
يجوز؟
إن كان النبي قد أخبر كل هذه الأخبار عن المعارك والملاحم
آخر الزمان بهذا التفصيل الدقيق، لماذا لم يخبر العرب عن البترول القابع تحت
أرجلهم؟
ولماذا لم يخبرهم عن الكهرباء والتقدم التكنولوجي الهائل
الذي سوف تلاقيه البشرية؟
الفصل السابع: الوحي
تناولنا في هذا الفصل تحليل لفظ (الوحي)، والتفريق بين
الوحي الملزم وغير الملزم، وكيف جاءت التعبيرات القرآنية، دقيقة للغاية تصف أنواع
الوحي في القرآن. استكمل هذا الفصل فهم دور النبي ودور الرسول عن طريق تحليل كم
معتبر من الآيات والكلمات القرآنية. سوف نتعرض لعدد من الأسئلة في هذا الفصل مثل:
لماذا وحي النبوة وحي خاص جداً، وخلطه بالقرآن دون مراعاةٍ
للبعد الزمني خطيرٌ لأبعد حد؟
لماذا لم يوحي الله إلى نبيه أمر الخندق في غزوة الخندق؟
ولماذا لم يصل النبي لهذه الفكرة إلا من خلال سلمان الفارسي؟
الفصل الثامن أولو الأمر
هذا الفصل هو المدخل لفهم سورة القدر، حيث تم في هذا الفصل
تناول مفهوم أولي الأمر من خلال الغوص في
التعبيرات القرآنية التي ذكرت هذا التعبير. من الأسئلة التي تناولها هذا الفصل:
ما هو مفهوم (ولي الأمر)؟
وكيف حرَّف الناس هذا
المفهوم؟ ولماذا نعتقد أن إعادة هذا المفهوم إلى وضعه الطبيعي هو بمنزلة نقلة
نوعية في إعادة الإنسان إلى طريق المعرفة الصحيح؟
ما علاقة الروح بالأمر؟ وما علاقتها بأولي الأمر؟ ولماذا
نرى التكامل بينهما يكاد ينطق ويفصح عن نفسه؟
ما علاقة المهدي المنتظر بمفهوم أولي الأمر؟ وكيف عَرف هذا
المفهوم طريقه للمرويات دون أي إشارة إليه في كتاب الله؟
الفصل التاسع: ليلة القدر
في هذا الفصل تم تناول مفهوم (القدر)، وحُلِّلت ألفاظ سورة
القدر، لنكتشف معلومات غاية في الدقة، عن دورات متتالية يتنزل فيها أمر الله إلى
خلقه. السورة تشير إلى تنزيل مستمر واختبار للناس كاختبار عصر النبوة الأول
باستمرار وسوف يظل هكذا إلى يوم الدين، ليمنح الناس فرصة عظيمة لإثبات استحقاقهم
الحرية التي منحهم إياها ربهم.
تطرَّقنا لمجموعة من الأسئلة في هذا الفصل، وهي:
هل أرسل الله القرآن وتركنا هكذا يموج بعضنا في بعض لا
نهتدي، أم أنه استكمل التوجيه والإرشاد الرباني بعامل مساعد آخر؟
لماذا سورة القدر يجب أن تغير نظرة الإنسان للتدين بشكل
كامل؟ ولماذا إغفال هذه السورة اقد يؤدي إلى فقد الإنسان مبدأ العبادة لله؟
لماذا ليلة القدر لا تأتي كل عام؛ وإنما كل ألف شهر؟
هل اكتشاف أمور فُهمت خطأً في كتاب الله يجعل السابقين
ضالين؟
أين الحقيقة؟ وكيف يمكن تمييزها بين كل هذا الكم الهائل من
المعلومات، وكلٌّ له أدلته؟
هل مطلوب من كل إنسان أن يكون متفقِّهاً عالماً باحثاً حتى
يضمن النجاة؟
ما الذي يجعل الإنسان يثق في فكرة قرأها أو سمعها؟
الفصل العاشر: الأعراف
تطرَّق هذا الفصل إلى مفهوم (أصحاب الأعراف)، وما هو وضعهم
وما يمثلون. تناول هذا الفصل السمات الأساسية لأصحاب الأعراف، وقارن بينهم وبين
أصحاب الجنة وأصحاب النار. سوف نرى من خلال هذا الفصل كيف أن أصحاب الأعراف هم
مجموعات لا تزال موجودة في كل المجتمعات ولم تنتهي، وهو وصف دنيوي وليس أخروي.
الأسئلة التي جاءت في هذا الفصل كانت كالآتي:
من هم أصحاب الأعراف؟
ولماذا هذا الوصف أعطى مساحة من الرحمة كبيرة جداً لأولئك
الذين آمنوا بشكل وراثي، ولم يصلوا إلى الإيمان القائم على بحث وتحليل؟
ما مصير من حيل بينهم وبين الحقيقة بأي طريقة كانت، مثل
التشويش المعرفي، أو البعد الجغرافي، أو أي سبب كان؟.
الفصل الحادي عشر: مسلماً حنيفاً
هذا الفصل تناول مفهوم (المسلم) ومفهوم (الحنيف)، عن طريق
الغوص بعيداً في جذور الكلمات، وترتيل الآيات، فاستخرجنا مفهوماً للمسلم متوافقاً
بشكل لم يسبق له مثيل مع كل آيات القرآن التي ذَكرت هذا اللفظ.
تناول هذا الفصل مجموعة من الأسئلة بالتحليل والإجابة وهي
الآتي:
ما هو مفهوم المسلم كما جاء في القرآن؟
ولماذا يختلف تماماً عن المفهوم السياسي المتداول حاليًا؟
هل أنت حقاً مسلم؟
هل يمكن أن يكون الإنسان مسلماً حتى قبل تعرُّفه على الله؟
هل يمكن للإنسان أن يخرج من مفهوم الإسلام وهو لا يدري؟
كيف أخطأ المعجم في توصيف كلمة حنيف؟ وكيف صحّحها القرآن؟
كيف تكامل لفظ (مسلم) مع لفظ (حنيف) ليخرجَ بالنهاية توصيفٌ
رائعٌ، يتمنى أن ينتسب إليه كل إنسان صاحب مبدأ شريف على وجه الأرض؟
كيف أصبح الذين احتكروا
الحديث عن الله أكبرَ عائق أمام فكرة الإسلام التي جاء بها القرآن؟
الفصل الثاني عشر: اليهود
تناول هذا الفصل مفهوم (الذين هادوا)، وفرَّق بينهم وبين
اليهود، ورسمَ حدود هذه المسميات من خلال كتاب الله، بوصفها مناهج فكرية وليست
مفاهيم طائفية. سوف تكتشف أن هذه المسميات قد تنطبق على بعض الناس دون أن يدركوا
ذلك. هذا الفصل أُجاب عن الأسئلة التالية:
ما الفرق بين اليهود والذين هادوا؟ ولماذا لم يدخل اليهود
ضمن إطار الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؟
من هو (عُزير) رغم أن اليهود بوصفهم الحالي لا يقولون أن
هناك شخصاً اسمه عزير هو ابن الله؟
كيف انطبق وصف يهودي على كل متعصب محتكر للحقيقة في أي ملة
أو طائفة؟
لماذا عدم فهم المسميات كما جاءت في كتاب الله جعل الناس
عنصريين بامتياز، وينسبون عنصريتهم زوراً لكتاب الله؟
الفصل
الثالث عشر: النصارى
خلال هذا الفصل سوف نغوص في تعبير نصارى، ونكتشف لماذا لم يذكر القرآن لفظ
(المسيحيين). عند مقارنة لفظ (أنصار) الذي جاء في القرآن واصفاً الحواريين، ثم
تحول هذا الوصف إلى (نصارى) بعد نبي الله عيسى صلوات ربي عليه، اكتشفنا أن هناك
مدلولاً أكثر شمولية من المفهوم التقليدي لمفهوم النصارى.
من الأسئلة التي تعرَّض لها هذا الفصل ما يلي:
ما معنى كلمة (نصارى)؟ وما علاقتها بمفهوم (الأنصار)؟
لماذا سمي أتباع نبي الله عيسى في حياته بالأنصار، ثم تغير
هذا المسمى لمفهوم النصارى بعد ذلك؟
لماذا لم يَرِد ذكر لفظ
(المسيحيين) في كتاب الله؟
هل النصارى طائفة أم منهج فكري محدد ينطبق على كل من يطبقه؟
ما الفرق بين التقسيم الفقهي لمسمى النصارى والإشارات
القرآنية لهذا المفهوم؟
ما وجه الشبه بين الذين هادوا والنصارى؟ ولماذا كلاهما
يختلف تماماً عن اليهود؟
الفصل الرابع عشر: العصر
تناول هذا الفصل تحليل سورة العصر، وهي السورة العظيمة التي
يمكن أن يكتب فيها مجلدات؛ إذ إنَّ كلَّ كلمة فيها تخفي معلومات لا نهائية. وجاءت
أسئلة هذا الفصل كما يلي:
ماذا يعني لفظ (سورة) في القرآن؟
إلام يشير لفظ (العصر) وسورة العصر؟ وما علاقتها بمفهوم
المسلم؟
ما هو التواصي بالحق والتواصي بالصبر المذكور في سورة
العصر؟
لماذا شملت السورة أعظم التوصيات على الإطلاق؟
الفصل الخامس عشر: المزمّل والمدثّر
هذا الفصل تناول مفهوم المزمل ومفهوم المدثر، وعلاقتهما
بالعلم، ولماذا جاءت سورة المدثر بعد سورة المزمل، ولماذا نظن أنهما لَيسَا لفظين
يختصان بنبينا الكريم؛ بل هما لفظان يصفان نوعين من البشر، لا غنى للمجتمع عنهما.
أسئلة هذا الفصل هي الآتي:
من هو المزمل؟
ما علاقة السورة بطلب العِلم، وطريقة التعاطي مع العِلم؟
من هو المدثر؟ ولماذا جاءت السورة بعد سورة المزمل؟
كيف يمكن فهم التعبير القرآني العجيب فإذا نقر في الناقور؟
هذا الكتاب سيعيد ترتيب كثير من الأفكار لديك، وسوف يفتح لك
آفاقاً جديدة، من خلال فهم لفظ (مسلم) ولفظ (الإسلام)، وسوف ترى وصفاً دقيقاً
لمسمى (اليهود) ومسمى (النصارى)، فلا تنظرْ إلى المسمى الذي تحمله في بطاقة تحقيق
الشخصية؛ وإنما انظر إلى كيفية تعاملك مع الأفكار والمعارف والحقائق الجديدة لتدرك
من أيّ فئة أنت.
ستكتشف أيضاً كيف وصف القرآن هذه الفئات، من خلال تعاطيها
مع رسائل الله إليهم، والمستمرة إلى يوم الدين.
لقد بذلنا جهدنا في تبيين المسميات وايضاحها قدر ما أفاء
الله علينا، ونبذل الجهد لكي تصل لأكبر قدر من الناس؛ ولا نقول إلا كما علمنا ربنا
في كتابه العظيم.
(قُلْ هَٰذِهِۦ
سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ
ٱتَّبَعَنِى وَسُبْحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ
أَنَا مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ) (سورة يوسف : آية 108).
والحمد لله رب العالمين، وسلاماً على عباده المخلصين.
ملخص المنهج
النقاط التالية تمثل ركائز المنهج المستخدم في تحليل اللفظ
القرآني في سلسلة تلك الأسباب. ( لمراجعة المنهج بشئ من التفصيل يرجى العودة للجزء
الثاني من الكتاب الفصل الأول والثاني).
اللغة هبة إلهية من الله اصطفى آدم وأعطاه القدرة على
التسمية ووصف المسميات بكل دقة ( النظرية التوقيفية ) والتي انتقلت منه إلى
البشرية.
ألفاظ القرآن جميعها ألفاظ حقيقية ليس فيها مجاز ولها خاصية
الإفصاح عن نفسها وتحمل مفاتيح فهمها .
الألفاظ خارج القرآن يحتمل فيها أن تكون حقيقية تصف المسمى بكل دقة؛ أو غير حقيقة ليس لها
دلالة أو اعتباطية.
جذر الكلمة يمثل حالة عامة لها صفات وخصائص محددة ولكل كلمة
جذر واحد فقط، ولا يمكن وصف الجذر بكلمة واحدة بل بتعبير كامل.
الحالة العامة للجذرقد يكون له مدلولان: مدلول مادي يمكن
تجسيده ومدلول لا مادي يحمل نفس الصفات والخصائص.
هناك علاقة وثيقة بين
الحالة الوصفية الجذر ومدلولها الفيزيائي
حيث الجذر الثنائي تتغير حالته بتغيير الحرف الثالث بشكل
منتظم تبعا للمدلول الصوتي للحرف الثالث.
وجود أكثر من أصل للجذر الواحد يتنافى مع كون اللغة هبة
إلهية لذا يجب دراسة الأصول المتعددة
وإرجاعها إلى أصل واحد. ( قد تم دراسة بعض هذه الجذور). (المعاجم بها
أصول متعددة لنفس الجذر وهذا يتنافى مع حقيقة النظرية التوقيفية).
لا يمكن للجذر الواحد أن يحمل أصلان متضادان لأن ذلك يتنافى مع كون اللغة هبة إلهية. والصحيح أن للجذر أصل واحد يمثل
حالة عامة تفرع منها التضاد. ( المعاجم بها أصول متضادة وهذا يتنافى مع النظرية التوقيفية)
لا يمكن فهم اللفظ إلا من خلال السياق وفي إطار الحالة التي
يصفها بكل دقة دون التدخل بالزيادة أو النقص.
يصرف اللفظ إلى الحالة الأشهر التي يمثلها ما لم توجد قرينة تصرفه إلى حالة
أخرى بدليل قوي، وليس مجرد رؤية شخصية.
آيات القرآن جاءت من خارج
الإطار المعرفي للنبي صلوات ربي عليه فتفاعل معها واستخرج الأحكام فجاءت أقواله
وأفعاله بخلاف القرآن من داخل إطاره المعرفي.
Comments
Post a Comment