ا لفصل الأول القرآن العظيم يخبرنا القرآن أنّ البشرية على مر العصور نالت حظها من الرسل والأنبياء، فليس من المعقول أن ينال مجتمع ما نصيباً من الإرشاد والتوجيه بينما مجتمعات أخرى فقيرة وجاهلة. بنص القرآن جاء أنّ هناك رسلاً قصهم ربنا ورسلاً لم يقصصهم: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا)(سورة النساء :آية 164). إذا كان الرسل كذلك فليس لدينا شك أنّ أعداد الأنبياء كانت كبيرة، وتوزعت على المجتمعات البشرية، وأما المذكور منهم في القرآن فيبدو لنا أنهم أصحاب التحولات العظيمة في تاريخ البشرية، كما جاء في الجزء الثالث من سلسلة كتب تلك الأسباب. إنّ من الصعوبة بمكان تتبع ظهور الرسل والأنبياء في كافة المجتمعات البشرية، ولكنْ ما لا يخفى على أحد أن جميع المجتمعات كان فيها مصلحون، فهل كان هؤلاء رسلاً أو أنبياء؟ هذا ما لا يمكن إثباته بشكل عملي. مفهوم الرسول -لا شك- أوسع وأشمل من مفهوم النبي، فكل من يحمل رسالة هو في الحقيقة رسول، بل إن الله يرسل برسائلَ قد تكون خاصة أو عامة، وقد يكون حاملُ الرسالة ليس م...
Comments
Post a Comment